التعليم الإلكتروني والتحديات المعاصرة.
في ظل التطورات التي يشهدها العالم اليوم لابد للطالب العربي أن يسأل
نفسه أين موقعه في خضم هذه الثورات العلمية والصناعية، فما زال العالم العربي
يعتمد أساليب التدريس التقليدية التي لا تتوافق مع الحياة العصرية وتفكير الطالب
والمعلم في عصر التكنولوجيا والتطور.
كما أن التعليم التقليدي في الوقت الراهن لم يضفي الجديد على المحتوى
التعليمي للأجيال لأنه وحده لا يستطيع مواكبة الفكر العصري، كما أن العالم
العربي يحتاج لنقلة بالكم و النوع لطلاب
القرن الواحد و العشرين، حيث أن مستوى التعليم متدن جدا مقارنة بالدول العالمية.
وهذا يشمل جميع دول المنطقة، لذا وجدت أن التوجه إلى تطبيق آليات تعليمية مساندة للتعليم التقليدي
كالتعليم الإلكتروني لها القدرة على تحسين و دعم و بناء جيل متميز هو من أهم
التحديات التي يجب علينا العمل عليها.
ما هو التعليم الإلكتروني؟
هو استعمال التقنية والوسائل التكنولوجية في التعليم وتسخيرها لتعلم
الطالب ذاتياً وجماعياً وجعله محور المحاضرة، بدءا من التقنيات المستخدمة للعرض
داخل الصف الدراسي من وسائط متعددة وأجهزة إلكترونية، وانتهاء بالخروج عن المكونات
المادية للتعليم: كالمدرسة الذكية والصفوف الافتراضية التي من خلالها يتم التفاعل
بين أفراد العملية التعليمية عبر شبكة الإنترنت وتقنيات الفيديو التفاعلي. بناءً
على هذا التعريف فإن التعلم الإلكتروني يتم في ثلاث بيئات مختلفة وهي التعلم
الشبكي المباشر، التعلم الشبكي المتمازج والتعلم الشبكي المساند.
نقل عملية التعليم من مجرد التلقين من قبل المعلم وعملية التخزين من قبل الطالب إلى العملية الحوارية التفاعلية بين الطرفين هي الهدف الذي نطمح الوصول إليه لتحسين مستوى التعليم. فالتعلم الإلكتروني يمكن الطالب من تحمل مسؤولية أكبر في العملية التعليمية عن طريق الاستكشاف والتعبير والتجربة فتتغير الأدوار حيث يصبح الطالب متعلماً بدلاً من متلق والمعلم موجهاً بدلاً من خبير [1].
تقنيات التعليم الإلكتروني :
يشهد هذا العصر تطورات مستمرة في الوسائل التكنولوجية التي يمكن
استخدامها في العملية التعليمية و التي تندرج تحت ثلاث تقنيات رئيسية وهي:
أولاً: التكنولوجيا المعتمدة على الصوت: والتي تنقسم إلى نوعين،
الأول تفاعلي مثل المؤتمرات السمعية والراديو قصير الموجات، أما الثانية فهي أدوات
صوتية ساكنة مثل الأشرطة السمعية والفيديو.
ثانياً: تكنولوجيا المرئيات (الفيديو): يتنوع استخدام الفيديو في التعليم ويعد من أهم
الوسائل للتفاعل المباشر وغير المباشر، ويتضمن الأشكال الثابتة مثل الشرائح،
والأشكال المتحركة كالأفلام وشرائط الفيديو، بالإضافة إلى الإشكال المنتجة في
الوقت الحقيقي التي تجمع مع المؤتمرات السمعية عن طريق الفيديو المستخدم في اتجاه
واحد أو اتجاهين مع مصاحبة الصوت[3].
ثالثاً: الحاسوب و شبكاته: وهو أهم العناصر الأساسية
في عملية التعليم الإلكتروني، فهو يستخدم في عملية التعلم بثلاثة أشكال وهي:
أ-
التعلم
المبني على الحاسوب والتي تتمثل بالتفاعل بين الحاسوب والمتعلم فقط،
ب-
التعلم
بمساعدة الحاسوب يكون فيه الحاسوب مصدراً للمعرفة ووسيلة للتعلم مثل استرجاع
المعلومات أو مراجعة الأسئلة والأجوبة.
ت- التعلم بإدارة الحاسوب حيث يعمل الحاسوب على توجيه وإرشاد المتعلم[4].
تزيد الوسائط المتعددة من خبرات التلاميذ ودافعهم نحو التعامل مع المواد التعليمية. تتنوع أساليب استخدام الوسائط المتعددة ونذكر منها الكتب الإلكترونية المتحدثة بحيث يعرض نص الكتاب على شاشة الكمبيوتر في نفس وقت عرض صور ثابتة وإصدار أصوات تعبر عن العبارات المكتوبة. وتعمل هذه التقنية على تدعيم صحة قراءة التلاميذ من خلال نطق الكلمات الصعبة صوتياً.
وبناء على
ذلك فقد تغير دور المعلم ونلخصه بثلاثة أدوار:
أولاً: الشارح باستخدام الوسائل التقنية بحيث يستخدم شبكة الإنترنت والتقنيات
المختلفة لعرض المحاضرة. من ثم يعتمد الطلاب على هذه التكنولوجيا لحل الواجبات
وعمل الأبحاث.
ثانياً: دور المشجع على التفاعل في العملية التعليمية عن طريق تشجيع طرح
الأسئلة والاتصال بغيرهم من الطلبة والمعلمين في مختلف الدول.
ثالثاً: دور المحفز على توليد المعرفة والإبداع فهو يحث الطلاب على استخدام الوسائل التقنية وابتكار البرامج التعليمية التي يحتاجونها، ويتيح لهم التحكم بالمادة الدراسية بطرح آراءهم ووجهات نظرهم[6].
الأمور
التي يجب الأخذ بها عند تخطيط و تطوير برامج التعليم الإلكتروني:
·
دراسة
الأبحاث السابقة حول التعليم الإلكتروني وأخذ نتائجها بعين الاعتبار.
· دراسة المقررات الحالية ومعرفة ما الذي يحتاج إلى تطوير وإضافة معلومات
جديدة أو تعديل.
· تحديد حاجات المتعلمين ومتطلبات المقرر الدراسي قبل اختيار نوع
التكنولوجيا المستخدمة.
· عمل برامج تدريب للمعلم والطالب حول الوسائل التكنولوجية وكيفية
استخدامها.
· تجهيز كل موقع بالتسهيلات التكنولوجية المحتاج إليها والوصول إليها
بسهولة، مع توفير خطوط الاتصالات الفورية لحل المشكلات التي تواجه المتعلمين.
· البدء مع عدد محدود من الطلاب لمعرفة المشكلات التي تواجه عملية
التطبيق والعمل على السيطرة عليها و معالجتها[7].
تحتاج بيئة
التعليم الإلكتروني إلى ما يلي:
· توفر الوسائل التكنولوجية وسهولة وصول المعلمين والطلاب إليها.
· تكافل المؤسسات والجامعات مع المدارس وبناء قيادة شابة ودعم إداري
لإعداد المعلمين.
· مساعدة الطلاب و المعلمين من قبل مختصين لاستعمال التكنولوجيا بمهارة
والاستفادة منها بأكبر قدر ممكن.
· التقييم المستمر لفاعلية التكنولوجيا المستخدمة و المنهاج المطروح
ومواكبته للتطور المستمر[8].
· تجهيز الفصول المدرسية والمنشآت بمتطلبات دمج التقنية .من حيث الشبكة
الداخلية وشبكة الإنترنت ومختبرات حاسب عديدة.
· أن تقوم الحكومة ببناء شبكة اتصالات ذات كفاءة عالية و تغطية لجميع
مناطق الدولة.
·
[2] الهادي، محمد ، التعليم الإلكتروني
عبر شبكة الإنترنت ، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية ، 2005 ، ط1، ص32
· [3] الهادي، محمد ، التعليم
الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت ، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية ، 2005 ، ط1 ،
ص96
·
[4] قنديل ، أحمد ، التدريس بالتكنولوجيا الحديثة ، القاهرة ، عالم
الكتب ، 2006 ، ط1 ، ص94
· [5] قنديل ، أحمد ، التدريس بالتكنولوجيا الحديثة ، القاهرة ، عالم
الكتب ، 2006 ، ط ، ص174
·
[6] قنديل ، أحمد ، التدريس بالتكنولوجيا الحديثة ، القاهرة ، عالم
الكتب ، 2006 ، ط ، ص174
·
[7]الهادي، محمد ، التعليم الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت ، القاهرة،
الدار المصرية اللبنانية ، 2005 ، ط1 ، ص103
·
[8] الهادي، محمد ، التعليم الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت ، القاهرة،
الدار المصرية اللبنانية ، 2005 ، ط1 ،ص102
